استعمال التقنية المعلوماتية في درس الفلسفة
كتب بواسطة: سعيد إيماني
معيقات استعمال الوسائل والتقنيات التكنولوجية في العملية التعليمية/التعلمية:
إن إستعمال الوسائل السمعية البصرية والتقنية المعلوماتية في درس الفكر الإسلامي والفلسفة، حتما تقف أمامه مجموعة من الصعوبات تحول دون توظيف هذه " التقنيات الحديثة" في تعلم الفلسفة، ويمكن اختزالها في:
1-الإيمان بعدم جدوى استخدامها داخل القسم واعتبارها ملهاة للتلميذ ومضيعة لوقته.
2- افتقار المؤسسات التعليمية لهذه الأجهزة.
3- افتقار المؤسسات التعليمية للمواد المقدمة عبر هذه الوسائل، خصوصا المرتبطة بالمقررات الدراسية .
4- الافتقار للقدرة الفنية على استخدام هذه الوسائل وتوظيفها في بعض الدروس المقررة.
5-عامل اكتظاظ التلاميذ داخل الفصل، يعيق توفير فضاء سمعي بصري للتلاميذ كما يعرقل عملية التواصل.
6-طبيعة النظم التعليمية السائدة بالتعليم (11)
7-تفشي الأمية التي تقاس بالثقافة المعلوماتية، بين جل الفاعلين التربويين بما فيهم المدرسون
8-حاجز اللغة، إذ يلاحظ طغيان اللغة الإنجليزية والفرنسية على الساحة المعلوماتية سواء من حيث معدل إنتاج الوثائق الإلكترونية وحجم تبادلها أو اللغة التي تتعامل معها البرمجيات وآلات البحث عبر الانترنيت مثلا(12)
9-سوء استغلال الانترنيت فيما له فائدة ومصلحة، إذ معظم مستخدمي هذه الشبكة يستعملونها للدردشة أو لتصفح المواقع الخليعة.
وفي مقال نشرته له مجلة علوم التربية يحمل " الحسين باعدي " المسؤولية للمدرس باعتباره " لم يحاول تجاوز دوره التقليدي، فضل ملتصقا به، بل يقف مع الأسف في وجه كل الوسائل الجديدة، التي تحاول الدفع من مجال التعليم الذاتي للتلميذ" (13)
لكن في واقع الأمر لا يمكن تحميل المدرس كامل المسؤولية.. بل قد يكون طرفا بنسبة لا تزيد عن العوامل الأخرى التي تعيق استعمال التقنية المعلوماتية في درس الفكر الإسلامي والفلسفة، وقد صنف باحث مغربي آخر هذه المعوقات " التي يمكن أن تحول دون توظيف "التقنيات الحديثة" في تدريس الفلسفة في معوقات مادية وأخرى بشرية:
1 المعوقات المادية:
الكل يعرف أن مؤسساتنا التعليمية تفتقر إلى ميزانية حقيقية للتجهيز والتسيير. فجلها لا يستطيع أن يؤمن الوسائل الضرورية، أو أن يعوض الأجهزة التي تتعرض للإتلاف فبالأحرى أن يتزود بآليات التكنولوجيا المعلوماتية. وفوق ذلك فإن الأوضاع المادية لرجال التعليم لا تسمح لهم بالتضحية بجزء من رواتبهم من أجل اقتناء أجهزة لازال كثير منهم يعتبرها ترفيهية.
2 المعوقات البشرية:
لابد من الإقرار – كذلك - بأن المعوقات البشرية لا تقل أهمية عن المعوقات المادية. فإذا كانت الأمية اليوم تقاس بالثقافة المعلوماتية، فلابد أن نعترف بأن جل الفاعلين التربويين أميون ويتساوى في ذلك المدرسون، والمفتشون، والإداريون. فرتابة الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي يدخل فيها الفاعلون التربويون تولد عند كثير منهم بطريقة واعية أو لا واعية رفضا مبدئيا لكل تغيير، وعادة ما يتم تغليف هذا الرفض بلباس نظري بيداغوجي وتربوي يبدو في الظاهر معقولا. وكثير ممن لا يمانعون في تفعيل الطرق التربوية وتحديث الوسائل الديداكتيكية يعيشون نوعا من الانتظارية محملين المسؤولية الكاملة والمطلقة، لوزارة التربية الوطنية في التكوين المستمر لرجل التعليم." (14)
عموما، يمكن القول: أن النظام التعليمي بالمغرب عمد إلى توفير فرص التعليم والتعلم، ونقل المعرفة إلى التلاميذ وتطوير قدراتهم ومهاراتهم بما يمكنهم من اكتشاف الحياة ومجالاتها، وعيا من هذا النظام بأن التقدم العلمي أدى إلى تقادم المعلومات وانخفاض قيمة المعلومات المكتسبة في مؤسسات التعليم، ورغم كل الجهود المبذولة، فإن هذا النظام لازال يعاني من مشاكل عديدة من أبرزها:
أن اغلب المؤسسات التعليمية لا زالت تعتمد الطرق و المناهج التقليدية في كل عملية تعليمية، رغم ما تشهده من مساعي نحو تخليق القطاع التعليمي و جعله يساير مقتضيات العصر و تطوره وتوفير المراجع العلمية والتقنية التي من شأنها تعزيز العملية التعليمية.
وبالرغم من كل الجهود المبذولة، فإن أغلب المؤسسات التربوية تفتقر للبنية التحتية الأساسية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات . و لضعف الخلفية العلمية لدى معظم رجال التدريس في هذا المجال .